بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيراً ما نسمع قصص الناجحين من رجال الأعمال وأثرياء العالم وكيف جمعوا ثروتهم، وجعلهم شخصيات يحتذى بهم.
لكني سألقي الضوء على جانب آخر من هذا العالم، وهي فتاة بسيطة، ولا تملك من المال الكثير، وهذا يدل على أن المال ليس هو كل شيئ.
لينامارلينا دادون Linamarlina Dadun .. ويدعونها اختصاراً لينا
لينا هي فتاة ذات تسعة عشرة عاماً، تعيش في منزل صغير في“أندونيسيا” في منطقة تدعى سوكابومي سيسآت Sukabumi Cisaat .. أنهت تعليمها الثانوي العام الماضي وهي تعمل حالياً في مصنع للأقمشة pabrik Tenun.
كانت أيام دراستها الثانوية، تذهب من السادسة صباحاً إلى المدرسة وبعد الظهر تذهب إلى مصنع الأقمشة لتوفر المال لأسرتها ولتدفع أجور دراستها، وتساعد أقاربها وجيرانها المحتاجين.
حتى أنها في فترة الاستراحة بالمدرسة وعندما تكون جائعة، لا تملك ما تشتري به الطعام، وعندما يسألها صديقاتها باستغراب أين ذهبت بالمال الذي تقبضه أسبوعياً من عملها وهو حوالي 200 ألف روبيه –ألف روبيه تقريباً يساوي نصف ريال سعودي، ربما لا تعد هذا المبلغ كبيراً، لكن بالنسبة لأسر أندونيسيا وحالتهم الميسورة فيعد هذا مبلغاً جيداً – ، فتجيب بأنها قد صرفته على أسرتها و أقاربها وجيرانها المحتاجين ولم تبقي شيئاً لها.
بحبها وإيثار الآخرين على نفسها، جعل كل من عرفها أو سمع عنها يحبها.
قالت أمها أنها تتمنى أن يكون لها أطفال كثر إن كانوا سيكونون مثلها ..
هذه الفئة من الناس أصبحت نادرة هذه الأيام، في وقتٍ أصبح كل شخص لا يهمه إلا نفسه، وانتشار عقوق الوالدين.
بالرغم من أن الفتيات في أندونيسيا يتزوجن في سن مبكرة جداً، إلا أنه عندما يسألها أحدهم، لما لم تتزوجي حتى الآن؟
فترد عليهم بأنها تخاف أن تتزوج شخصاً سيئاً لا يجعلها تساعد وتعين أسرتها في مصروف المنزل.